الأربعاء، 11 يوليو 2018

نوستالجي..بالقلم الشاعر كمال عبد الله

نُوسْتَالْجِي...

أحاول تجميع الصّور التي تتكسّر داخل ذاكرتي...أراها غاضبة...أراها وهي تقرأ قصيدا قديما كنتُ كتبتهُ فيها...أبحث بين المواعيد التي كانت بيننا عن لحظة حميميّة شدّتنا إلى شارع...أو إلى ساحل بدأت بعض النّجوم تنتشر فوق مياهه الباهتة...عبّأت كأسي بما بقي من زجاجة " الفودكا" ثمّ اقتربت من النافذة...أنغام الموسيقى الصّوفيّة الحزينة تنتشر بكل مكان...عندما يمتزج الحب بالحزن، تقتحم القلبَ عواصف كهربائية صامتة...ولبعض الثّواني،أو لأقل من ذلك ،تقتحمني رغبة في إلقاء جسدي المتعب من أعلى هذا الجسر الذي وجدت نفسي فجأة أتكئُ على أخشابه...طعم الفودكا مشبع بالجنون...أشعل سيجارة ثم ألقي ببصري في عمق الظلمة التي تكتنف وجودي...لم أعد أدري في ما إذا كنت مستندا إلى خشب نافذتي الأزرق أم إلى خشب الجسر البنّي...ألقيت بما في الكأس في جوفي ثمّ عدت أبحث عنها بين الصّور التي مازالت تتكسّر داخلي...أعشق ابتسامتها...أعدت تشغيل الموسيقى الصوفية التي عادت تملأ فراغ المكان ثم عدت لألصق جسدي بخشب النافذة أو الجسر...أراها وهي تجتاز الشارع نحو الرصيف الآخر...أراها وهي تسوّي شعرها على مرآة غرفة نومها...لصورتها وهي تبتسم لشيء ما سحر غامض جدا...
- ........
تردّد صدى لحظة ما داخل جمجمتي...ولم أعد أتذكّر لماذا صرخت في وجهي... "........."...اتجهت نحو المطبخ و عدت بزجاجة بيرة...أفكّر بكتابة شيء جديد عنها...وأرغب بشيء من الشعر السّريالي...تناثرت نجوم كثيرة على صفحة السماء التي اتخذت ألوانا قاتمة...سوف أجلس إلى مكتبي...وقد أكتب شيئا ما عنها....

كمال عبد الله...تونس...

ليست هناك تعليقات:

الأكثر مشاهده