الجمعة، 31 أغسطس 2018

ربما تتساءل (بقلم الشاعرة ورده )

ربما تتساءل كيف أكون بهذا البرود المضني كحجارة الأسفلت تحت المطر،  بهذا السكون المدلهم كانغماس ليل شتاء قارس و بهذا الجمود المتردد بين الصمت المدجج بالكلام و البوح المبحوح المختنق... 
كيف لي؟ 
أن لا أصرخ في وجهك لا أعاتبك و لا أتكلم عن ألمي حين تفيض عيوني،  عن جرحي العميق الدامي لكلمة تعترض وجداني كمشرط أو لموقف بال لا يبالي به أحد... 
أن أخلط الأوراق بصمتي عندما تعج الأفكار الخبيثة بعقلي و تلقي بالصرخات داخلي فلا يسمع صداها غيري... (و لعلك كنت هناك تسمع لا أدري). 
ربما تتساءل و تجيب بنفسك.  لما كل هذا الغرق في الحزن في الأرق! 
و الجميع يضحك ملء شدقيه من التفاهة و الجميع  مسرور بما لديه من قرف... و مساكنهم إما علب مليئة بالصمت حد الانفجار أو تعج بالصراخ صوت واحد زعيم واحد... نواح على الماضي و الحاضر والمستقبل. 
و كل مساجدهم إما مخازن لقنابل موقوتة أو نسخ أرشيف قديمة من الأوراق الصفراء المغلفة. 
قل انك تعلم، و كلنا نعلم، لكنك لا تعلم أن غضبي هادئ كالماء يمكن أن يطفئ حرائقك كلها و يمكن أيضا أن يغرق سفنك كلها... 
و أن هدوئي نار مذعورة تحتاج للحطب و للرماد. 

#warda

ليست هناك تعليقات:

الأكثر مشاهده