ربما تتساءل كيف أكون بهذا البرود المضني كحجارة الأسفلت تحت المطر، بهذا السكون المدلهم كانغماس ليل شتاء قارس و بهذا الجمود المتردد بين الصمت المدجج بالكلام و البوح المبحوح المختنق...
كيف لي؟
أن لا أصرخ في وجهك لا أعاتبك و لا أتكلم عن ألمي حين تفيض عيوني، عن جرحي العميق الدامي لكلمة تعترض وجداني كمشرط أو لموقف بال لا يبالي به أحد...
أن أخلط الأوراق بصمتي عندما تعج الأفكار الخبيثة بعقلي و تلقي بالصرخات داخلي فلا يسمع صداها غيري... (و لعلك كنت هناك تسمع لا أدري).
ربما تتساءل و تجيب بنفسك. لما كل هذا الغرق في الحزن في الأرق!
و الجميع يضحك ملء شدقيه من التفاهة و الجميع مسرور بما لديه من قرف... و مساكنهم إما علب مليئة بالصمت حد الانفجار أو تعج بالصراخ صوت واحد زعيم واحد... نواح على الماضي و الحاضر والمستقبل.
و كل مساجدهم إما مخازن لقنابل موقوتة أو نسخ أرشيف قديمة من الأوراق الصفراء المغلفة.
قل انك تعلم، و كلنا نعلم، لكنك لا تعلم أن غضبي هادئ كالماء يمكن أن يطفئ حرائقك كلها و يمكن أيضا أن يغرق سفنك كلها...
و أن هدوئي نار مذعورة تحتاج للحطب و للرماد.
#warda
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق